إشارات في بناء الاختبارات

دليل إشارات في بناء الاختبارات من إعداد قسم تطوير وإعداد الاختبارات بمحافظة الأحساء .


رابط التحميل
http://tatweer.hasaedu.gov.sa/dat5-3.html
أسأل الله أن يجزي من قام بإعداد الدليل خير الجزاء



....

الهمسات العشر إلى قلب المعلم والمعلمة

خطوت إلى عملك ...
وأنت في درسك ...
وأنت عائد منه إلى بيتك ...
كل من في السموات والأرض يستغفر لك ، ولا يحصيهم عددا إلا خالقهم سبحانه وتعالى ... "
هذه بداية الهمسة الأولى التي بدأ بها مؤلف كتاب : الهمسات العشر إلى قلب المعلم والمعلمة .
جدير بالقراءة والمناقشة مع الزملاء وأظنه سيسهم في رفع الروح المعنوية والانتماء للمهنة ...

وهذه نسخة إلكترونية من الكتاب

Http://www.Z-alatheer.com/hmasat/hmasat.pdf

(دور المعلم في عصر الانترنت والتعليم عن بعد )

(دور المعلم في عصر الانترنت والتعليم عن بعد )

بقلم م / محمد عبدالهادى
إن شبكة الإنترنت هي نظام يعمل على تبادل الاتصال و المعلومات اعتمادا على الحاسوب ,حيث يحتوي نظام الشبكة العالمية على ملايين الصفحات المترابطة عالميا و التي يمكن من خلالها الحصول على الجديد من المعلومات المرتبطة بهذه المعلومات من خلال الصفحات المختارة .
حيث أن الاستخدام الواسع للتكنولوجيا و شبكة الإنترنت العالمية أدى إلى تطور مذهل وسريع في العملية التعليمية كما اثر في طريقة أداء المعلم و المتعلم حيث صنع طريقة جديدة للتعليم و هي طريقة التعليم عن بعد والذي يقوم على أساس فلسفة تؤكد حق الأفراد في الوصول إلى الفرص التعليمية المتاحة مما يجعله مفتوح لجميع الفئات غير متقيد بوقت أو فئة من المتعلمين أو مستوى آو نوع معين من التعليم ، فهو يتناسب و طبيعة حاجات المجتمع و أفراده وطموحاته وتطور مهنهم حيث أنه يعتمد على نقل المعرفة و المهارات التعليمية إلى المتعلم بوسائط تقنية متطورة و متنوعة تغني عن حضوره إلى داخل غرفة الصف.
ولكن هذه الطريقة الجديد في التعليم تتطلب من المعلم أن يلعب ادوار تختلف عن الدور التقليدي المحصور في كونه محددا للمادة الدراسية ، شارحا لمعلومات الكتاب المدرسي منتقيا للوسائل التعليمية ، وواضعا للاختبارات التقويمية ، حيث أصبح دوره يرتكز على تخطيط العملية التعليمية وتصميمها وإعدادها، بالإضافة إلى كونه أصبح مشرفا ومديرا وموجها ومرشدا ومقيما للعملية التعليمية بصورة كاملة.
فأصبح دور المعلم هنا هو مساعدة الطلاب ليكونوا معتمدين على أنفسهم ، نشطين ، مبتكرين ومتعلمين ذاتيين بدل أن يكونوا مستقبلي معلومات ، ومن خلال هذا الدور ساعدت الثورة التكنولوجية على تحقق النظريات الحديثة في التعليم المعتمدة والمتمركزة على المتعلم وتحقق أسلوب التعلم الذاتي له .
و نجد أن المعلم في عصر الإنترنت قد أصبح دورة مرتبط بأربع مجالات واسعة هي
1- تصميم التعليم ( Designing instruction Competencies ) .
2- توظيف التكنولوجيا ( Using technology Competencies ) .
3- تشجيع تفاعل الطلاب ( Encouraging students interaction Competencies )
4- تطوير التعلم الذاتي للطلاب ( Promoting students self regulation Competencies )
1- تصميم التعليم :
إن التطور السريع في وسائل الاتصالات وانتشار الحاسوب التعليمي في هذا العصر أضاف على عاتق المعلم متطلبات لابد أن يلم بها ومهارات لابد أن يتزود بها وهى مهارات المصمم التعليمي لكي يتسنى له تصميم المادة الدراسية التي يدرسها وتنظيمها وإعدادها سواء كانت هذه المادة معدة للطالب الذي يدرس في نظام التعليم التقليدي أو الطالب الذي يدرس في نظام التعليم الذي لا ينحصر بجدران ولا يتقيد بدوام وانتظام كنظام التعليم عن بعد .
حيث أن دور المعلم أصبح يعرّف بالمصمم التعليمي الذي هو عبارة عن القيام بكافة النشاطات التي يقوم بها الشخص المكلف بتصميم المادة الدراسية من مناهج أو برامج أو كتب مدرسية أو وحدات دراسية أو دروس تعليمية وتحليل الشروط الخارجية والداخلية المتعلقة بها ، بهدف وضع أهدافها وتحليل محتواها وتنظيمها واختيار الطرائق التعليمية المناسبة لها واقتراح الأدوات و المواد والأجهزة والوسائل التعليمية اللازمة لتعليمها واقتراح الوسائل الإدراكية المساعدة على تعلمها وتصميم الاختبارات التقويمية لمحتواها .
وبالتالي يقع على عاتقه مسؤولية كبيرة في الإلمام بكل ما هو حديث في مجال التربية ، وكيفية عرض التعليم بطريقة ممتعة ومناسبة لمستوى المتعلم مثيرة لدافعتيهم وإخراج المادة العلمية بأسلوب شيق وشكل متناسق و ألوان وأشكال متناسقة .
ولهذا الأمر بالطبع دورا سينعكس بشكل مباشر على إنجاز الطلاب الأكاديمي لأن المعلمين الذين يمارسون تصميم التعليم سيكون لديهم جودة عالية في طريقة التعليم وهذا يؤدي إلى جودة عالية في مستوى الطلاب وتحصيلهم .

2- توظيف التكنولوجيا :
تطورت تكنولوجيا التعليم عن خلال العقد الماضي بشكل سريع ما أدي إلي حدوث تغير هائل في عرض المعلومات من حيث ترميزها ونقلها و بشكل عام من حيث اتصالات المعلومات . و أصبح الدور الرئيسي لمعلمي التعليم عن بعد يتطلب استخدام تكنولوجيا المعدات والأجهزة بفاعلية وهناك على الأقل خمس تقنيات لنظام التعليم عن بعد يمكن للمعلم أن يستخدمها وهي :
1- المواد المطبوعة مثل : ( البرامج التعليمية، ودليل الدروس ،والمقررات الدراسية ) .
2- التكنولوجيا المعتمدة على الصوت ( تكنولوجيا السمعيات ) مثل : ( الأشرطة والبث الإذاعي ، التلفونات ) .
3- الرسوم الالكترونية . مثل ( اللوحة الالكترونية ، الفاكس ) .
4- تكنولوجيا الفيديو مثل ( التلفزيون التربوي ، التلفزيون العادي ، الفيديو المتفاعل ، وأشرطة الفيديو ، و أقراص الفيديو ) .
5- الحاسوب و شبكاته، مثل ( الحاسوب التعليمي ، مناقشات البريد الالكتروني ، شبكة الانترنت ، ومناقشات الفيديو الرقمي ) .

3- تشجيع دافعية الطلاب :
مجال أخر يجب على المعلم عن بعد أن يؤديه وهو كيفية تشجيع تفاعل الطلاب واكتسابهم المعرفة في العملية التعليمية ، جودي ولوغان( Judi and Logan ) (1996) تحدثا عن أربعة أنواع من التفاعل الذي اخذ مكانه في التعليم عن بعد . وهو( تفاعل المتعلم والمحتوى ، وتفاعل المتعلم مع المشرف ، وتفاعل المتعلم مع المتعلم ، وتفاعل المتعلم مع نفسه) .

أ- تفاعل المتعلم مع المحتوى : ( Learner – content interaction ) :
هو تفاعل المتعلم مع المعلومات المقدمة مما يقود الطالب إلى اكتساب المعرفة . وهذا التفاعل يعتمد على الخبرات التعليمية السابقة للمتعلمين وعلى مقدرة المتعلم على التفاعل مع المحتوى المقدم له . إن عوامل مقدرة الطلاب على التفاعل مع المحتوى تتضمن أسلوب التعلم الجيد للمتعلمين أو تحديد الطلاب للمعلومات المقدمة التي لها صلة بالموضوع . فإحدى صفوف التعليم عن بعد تسمح للطلاب استقبال وتلقي المعلومات في أسلوبهم المختار ، قد تنتقل المعلومات إما عن طريق الصوت أو أشرطة الفيديو ، أو الأقراص المدمجة ، أو الانترنت ، أو الشبكة العالمية … وغيره .
ب- تفاعل المتعلم مع المشرف :
هو تفاعل عمودي يعتمد على استعداد المتعلم والمشرف على الاتصال . المصاعب لهذا النوع من التفاعل غالبا ما يرتبط بحقيقة أن المسافة تضعنا في ادوار جديدة غير مألوفة ، تجعلنا غير مرتاحين في المراسلة لأخذ المعلومات . ولتغلب على ذلك لابد من القيام من التشجيع الايجابي من خلال نشاطات بناء الثقة في الدروس القليلة الأولى العصيبة من الفصل .فالمعلم يشخص ويعدل الخبرات عن طريق إتاحة الفرصة للطلاب للتحدث عن أنفسهم وتخصيص وقت للمحادثات غير الرسمية ، ومنها ينشأ الشعور بالانتماء .
ج- تفاعل المتعلم مع المتعلم :
هو تفاعل أفقي بين المتعلمين . وذلك عندما يتفاعل طلاب مع طلاب آخرين هذا يزيد من اندماجهم ويحسن من دافعيتهم للتعلم .ومن المشاكل التي تواجه هذا التفاعل احتمال نقص الإحساس بالجماعة ، أو تنوع الطلاب المشتركين في الفصل الواحد من أنحاء العالم ، ويسهل البريد الالكتروني والشبكة العالمية التعاون خلال الصفحة أو الموضوع حيث ، يستطيع الطالب الاتصال بزميل الدراسة عن طريق هذه الأدوات ، بالقليل من التدخل أو عدمه من قبل المعلمين ، الطلاب في التعليم الأساسي لصفوف الانترنت تتضمن التحدث ، إلقاء محاضرة . أو زيارة صفحة انترنت لزميل تحتوي على صورة له المحادثات غير الرسمية والمشاركة بالخبرات مهمة في ربط الطلاب ذو الخلفيات المختلفة .
د- تفاعل المتعلم مع نفسه:
تشير إلى القدرة على جعل التكنولوجيا سهلة للطالب . لان عدم ارتياح كل من الطالب والمعلم لاستخدام التكنولوجيا سيؤدي ذلك إلى جعل التكنولوجيا إحدى معيقات عملية التعلم ، ومن المعيقات الأخرى لعملية التعلم تكمن في الخلط بين التكنولوجيا ، وعملية التعلم والتعليم عن بعد و أماكن التأكيد غير المهمة في التكنولوجيا عن طريق المعلم . و هنا يكمن دور المعلم في عرض العديد من المحاضرات الحية من خلال أشرطة الفيديو ، وبرامج الوسائط المتعددة ، المحاضرة المطبوعة .
4- تطوير التعليم الذاتي :
أخر نقطة في دور المعلم عن بعد هي تطوير التعلم الذاتي للطالب. عرف شاين( Shin (1988) مفهوم التعلم الذاتي بأنه قدرة الطلاب على المشاركة بنشاط في تعليمهم . مثل هذه القدرة تتضمن : استراتيجيات المعرفة ، الكفاءة ذاتية ، الملكية ، التعلم الاتقاني ، التعبير عن الذات . عرف جاريسون(Carrison (1997) على الجانب الأخر مفهوم التعلم الذاتي بأنه قدرة المتعلم على الممارسة ، الاستقلال بشكل كبير في تقرير ما هو نافع للتعلم وكيف يقترب من مهمة التعلم . انه محاولة لحفز الطلبة لغرض الاستجابة الشخصية وإشراك المراقبة الذاتية والإدارة الذاتية لعملية بناء ، وتحقيق معنى ، ومخرجات التعلم الجيد .
**وهنا نتناول الفرق بين طريقتي التدريس التقليدية و التدريس بطريقة التعليم الإلكتروني

التدريس التقليدية
التعليم الإلكتروني
استدعاء المعلومة.
حل المشكلات.
التذكر الآلي للمعلومة.
التحليل.
تطبيق عملية التصحيح آليا دون الإفادة من التغذية الراجعة.
التقييم.
التعلم دون مراعاة للفروق الفردية.
الإبداع.

التواصل الداخلي. حيث يكون الحافز قوياً.

مراعاة الفروق الفردية (Self Paced Learning)


وعلي هذا يمكننا القول ومن خلال استعرض دور المعلم في أطواره المختلفة إن دور المعلم في عصر الانترنت والتعليم عن بعد يختلف إلى حد ما عن دوره في التعليم بالصورة التقليدية حيث تحول من دور الملقن للمعلومات الشارح لها إلى دور المخطط للعملية التعليمية والمصمم لها انطلاقا من أن المعلومات والمعرفة والنشاطات التي على الطالب أن يلم بها كثيرة ومتنوعة ، والفترة الزمنية المخصصة لتعلمها في الوقت ذاته قليلة .
وعلي هذا نجد أن أدوار المعلم في مدرسة المستقبل تغيرت من ملقن إلي :
أ- مرسل ، بمعني أنه يقوم بتعليم تلاميذه المعارف والمفاهيم المتصلة بالمواد التعليمية .
ب – مدرب ، بمعني أن يدرب تلاميذه على استخدام التقنيات الحديثة في تعلمهم ، وتهيئة بيئة تعليمية جيدة لهم ، وأن يقدم لهم التوجيهات والإرشادات عندما يطلب منه .
ج – نموذج ، بمعني أن يكون مخطط جيد لاستخدام التقنيات الحديثة بنفسه حتى يقلده ويحاكيه تلاميذه في عمل الأشياء والمواد التي يقوم بتنفيذها لتلاميذه والتي تساعدهم وتمكنهم من المادة الدراسية ، و قادراً على تعزيز تعلم تلاميذه .
د – متخذ قرار ،أن يكون المعلم قادراً علي اتخاذ القرار ، ولديه القدرة على الاتصال بالآخرين بهدف تسهيل عملية التعلم .

ومن خلال ما سبق يمكن القول بأننا في مدرسة المستقبل نحتاج إلى :
1- معلماً خبيراً في طرق البحث عن المعلومة ، وليس الخبير في المعلومة نفسها ، فقد تحول المعلم من خبير يعلم كل شئ إلى ما يشبه المرشد السياحي في عالم يعج بالمعلومات ، ويحتاج الطلاب إلى من يرشدهم.
2- معلماً يستطيع إنجاز مهامه الاجتماعية والتربوية ، ويسهم في تطوير جانب الكيف وينظم العمليات التربوية باتجاهاتها الحديثة ، ويحسن استثمار التقنيات التربوية ويستخدم مستحدثاتها في تمكن ومهارة كالتعليم المبرمج ، والتعليم المصغر ، والتعليم الذاتي .
3- معلماً يتفهم بعمق مهامه تجاه مجتمعه وأمته عن طريق المواقف التعليمية وما ينشأ عن علاقات متبادلة بين المعلم والمتعلم وهى علاقات يجب أن تتميز بالحوار والتفاعل وتبادل الخبرة بحيث تتعدى نقل المعرفة من طرف إلى آخر لتؤدى إلى تنمية القدرات وممارسة قوى التعبير والتفكير وإطلاق قوى الإبداع، وتهذيب الأخلاق وتطوير الشخصية بجملتها .
4- معلماً يملك روح المبادرة والنزعة إلى التجريب والتجديد ، يثق بنفسه في تنظيم النشاط التربوي بحرية واختيار ، ويمتلك من المهارات والقدرات والمعلومات ما يجعل منه باحثاً تربوياً يسهم في حل المشكلات التربوية عن دراية ووعى .
5- معلماً ممارساً مفكراً متأملاً يقوم على نحو مستمر تأثير اختياراته وأفعاله على الآخرين والتلاميذ، ويعمل على نحو نشط ويبحث عن الفرص لنموه مهنياً .
6- معلماً يمتلك استراتيجيات التقييم النظامية وغير النظامية ، ويستخدمها لتقويم نمو المتعلم العقلي والاجتماعي والجسمي ليضمن استمراره .

**وعلي هذا فالمعلم الكترونيا Virtual Teacher: وهو المعلم الذي يتفاعل مع المتعلم إلكترونيا، ويتولى أعباء الإشراف التعليمي على حسن سير التعلم، وقد يكون هذا المعلم داخل مؤسسة تعليمية أو في منزله، وغالبا لا يرتبط هذا المعلم بوقت محدد للعمل وإنما يكون تعامله مع المؤسسة التعليمية بعدد المقررات التي يشرف عليها ويكون مسئولا عنها وعدد الطلاب المسجلين لديه.

المراجع
(1) السيد محمد أبو هاشم حسن:" أدوار المعلم بين الواقع والمأمول في مدرسة : المستقبل - رؤية تربوية " قسم علم النفس . http://informatics.gov.sa/ebook/book/AbuHashemPaper.rtf .
(2)إبراهيم بن عبد الله المحيسن (2002) : " التعليم الالكتروني... ترف أم ضرورة...؟! " ورقة عمل مقدمة لندوة مدرسة المستقبل ,كلية التربية , جامعة الملك سعود ــ الفترة من 22- 23 أكتوبر متوفرة على موقع http://www.dr-mutawa.com/e-learning-arabic.htm) ,http://www.alyaseer.gov.sa/forum/topic.asp
(3) دروزة، افنان نظير (1995):"أساسيات في علم النفس :استراتيجيات الإدراك ومنشطاتها كأساس لتصميم التعليم"،ط1،نابلس.
(4).دروزة، افنان نظير.(1999ب) :"دور المعلم في عصر الانترنت والتعليم عن بعد" ،ورقة عرضت في مؤتمر التعليم عن بعد ودور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات،جامعة القدس المفتوحة،عمان،الأردن .
(5) دروزة،افنان نظير(2000) : "النظرية في التدريس وترجمتها عمليا" . ط3،عمان ،الأردن ، دار الشروق للنشروالتوزيع فرع جامعة النجاح .
(6) دروزة،افنان نظير(2001):"إجراءات في تصميم المناهج", ط3،نابلس،فلسطين، مركز التوثيق والمخطوطات والنشر(29)مستوى عالي لإنجاز الطلبة كفاء؛ ص4-5.
(7) دروزة،افنان نظير( 1995):"أساسيات في علم النفس :استراتيجيات الإدراك ومنشطاتها كأساس لتصميم التعليم"، ط1،نابلس.


برنامج تعلم مهارات التفكير الست

أولا : نبذة عن التفكير بالقبعات الست

مؤلف القبعات الست هو الدكتور ادوارد دي بونو ، و لد في مالطا حصل على دكتوراه الطب و الفلسفة و علم النفس و الفسيولوجيا ، عمل في جامعات عدة منها ( أكسفورد – كمبردج – هارفارد ) مؤسس و مدير مركز أبحاث الإدراك في جامعة كمبردج ، ألف أكثر من 25 كتابا ترجمت إلى عشرين لغة .

و يرى ادوارد دي بونو أن للألوان دلالات تضفي جوا نفسيا على التفكير فاللون الأحمر غالبا ما يرتبط بالمشاعر و اللون الأسود يدل على التشاؤم و التفكير السلبي و اللون الأصفر لون يدل على الشمس مصدر الطاقة ، لذلك فهو يربط بين ما يحمله اللون من دلالات في طريقة التفكير و هذه وسيلة سهلة للتصنيف و وصول مدلول التفكير العام .

ثانيا : أهداف تعليم تفكير القبعات الست

هناك مجموعة من الأهداف يسعى هذا النوع من التفكير تحقيقها ، من هذه الأهداف ما يلي :

* التعرف على أنواع التفكير الست

* التعرف على مبادئ التفكير الست

* تطبيق مهارات التفكير الست

* التمييز بين مهارات التفكير الست

* التعرف على التحولات الذهنية في التفكير


ثالثا : مميزات برنامج تعلم مهارات التفكير الست

يمتاز هذا البرنامج بالخصائص التالية :

* سهل ، ممتنع

* يتطلب تدريبا مناسبا

* يتطلب خبرة لدى المعلم

* يمكن ممارسته بدون تدريب

* يمكن أن يطبق في كل السياقات التعليمية و التدريبية المختلفة

* ينمي الثقة في النفس لدى المتعلم و المدرب و المتدرب

* يزيد من عدد عقول الفرد

رابعا : أنماط التفكير بالقبعات

و يتمثل ذلك بعملية الانتقال من قبعة إلى أخرى على النحو التالي :

1- التسلسل الثابت : و هي عملية الانتقال من القبعة الخضراء ثم الحمراء ثم البيضاء .

2- التسلسل المرن : و هي عملية الانتقال من القبعة الحمراء ثم البيضاء أو السوداء .

3- التسلسل المتغير : و هي عملية الانتقال من القبعة الخضراء ثم الحمراء ثم ( أي قبعة تفضلها ) .


خامسا : أنواع قبعات التفكير

1- القبعة البيضاء

نقصد بالقبعة البيضاء عملية التفكير بالمعلومات و الحقائق و الأرقام و الإحصاء و التساؤل و السؤال ، لذلك فإن الوظيفة الأساسية لهذه القبعة هي عملية تحديد الاحتياجات المعلوماتية ، و يوصف الشخص الذي يفكر بالقبعة البيضاء بأنه : مفكر و ينصت و يستمع استماعا جيدا ، و يتبنى المفكر فكرة السلام و النقاء ، و يكون حياديا و موضوعيا أثناء عرضه للمعلومات ، و من الجدير بالذكر فإن هذا النوع من التفكير يشتمل على :

* طرح مجموعة من الأسئلة

* تخزين قاعدة معلومات

* تحقيق نوعين من المعلومات ، هما : معلومات حقيقة و مجردة ، و معلومات صحيحة و لكنها لم تخضع للتجربة .

2- القبعة الحمراء

نقصد بالقبعة الحمراء طريقة التفكير التي يتم من خلالها عملية إخراج العواطف و الانطباعات و الحدس و استخدامها ضمن ضوابط معينة مبنية على الملاحظة و الضبط ، لكن إذا سمحنا لهذا النوع من التفكير أن ينطلق ، فكثيرا ما يؤدي إلى الخلاف بين الناس ، و ذلك بسبب اختلاف طبائع البشر ، و يوصف الشخص الذي يفكر بالقبعة الحمراء بأنه : يتحيز و يتعصب لرأيه ، و يطور مشاعره حول الأفكار التي يفكر فيها أو يستمع لها ، و يسود تفكيره الحرارة و تجنب المخاطر ، و من الجدير بالذكر فإن هذا النوع من التفكير يشتمل على :

* العواطف التي نعرفها مثل الخوف و الكره حتى الشك

* الأحكام المعقدة تتدخل في المشاعر و الأحاسيس مثل الحسد و الحس الداخلي ، الذوق و الإحساس .

3- القبعة السوداء

نقصد بالقبعة السوداء عملية التفكير السلبي القائم على النقد و الرفض و يتبنى المنطق في تفسير قضاياه ، و يرتكز تفكير القبعة السوداء على تقييم الأمور سلبا ، و المفكر الذي يرتدي القبعة السوداء يلفت الانتباه دائما إلى الأخطاء ، كما يشير إلى أسباب عدم صلاحية فكرة ما من الناحية العملية كما يبين مخاطر الفكرة ، و بناء على ذلك فإن تفكير القبعة السوداء موجه إلى أمور منها :

* العقوبات

* الأخطار

* المشاكل

* نقاط الحذر

4- القبعة الصفراء

نقصد بالقبعة الصفراء عملية التفكير الإيجابي الذي يتراوح بين ما هو منطقي و عملي من جهة و ما هو أحلام و خيالات و آمال من جهة ثانية ، و توصف عملية التفكير بالقبعة الصفراء بأنها عملية تفكير بنائية و توليدية و تصدر من اقتراحات ملموسة على أرض الواقع ، و إن الهدف الأساسي من هذه القبعة هي :

* العملية و البنائية و التوليدية

* الطموح

* توقع النجاح

5- القبعة الخضراء

نقصد بالقبعة الخضراء عملية الانتقال من التفكير الإيجابي إلى الابتكار و الإبداع ، فاللون الأخضر يعطي الشعور بالتجديد و الكثرة ، و أن هذا النوع من التفكير يشتمل على البدائل و الاقتراحات و الاستثارة في التفكير و الانتقال من فكرة إلى أخرى ، و يمتاز المفكر بالقبعة الخضراء بأنه : يتقدم من فكرة إلى أخرى ، و يعد الإبداع سمة أساسية في طريقة تفكيره .

6- القبعة الزرقاء

نقصد بالقبعة الزرقاء عملية التحكم و التنظيم التي ينظم صاحبها التفكير نفسه ، أي أنها قبعة التفكير حول التفكير اللازم لاكتشاف الموضوع ، لذلك فإن مفكر القبعة الزرقاء يشبه قائد الفرقة الموسيقية لأنه يطلب منه استخدام جميع القبعات السابقة في عملية التفكير ، و يقوم تفكير القبعة الزرقاء بمراقبة التفكير و التأكد من إتباع قواعد اللعبة و إيقاف الجدل و الإصرار على إتباع خارطة التفكير ، و بذلك يفرض النظام على عملية التفكير ، و يمتاز مفكر القبعة الزرقاء بأنه : يتعرف على المشاكل بسرعة و يصوغ الأسئلة ، و يحدد واجباته و مهام تفكيره اللازمة تنفيذها ، و الانتقال من فكرة إلى أخرى بسرعة .


سادسا : التطبيقات العامة على أسلوب التفكير بالقبعات

يتساءل العديد من التربويين عن أسباب استخدام التفكير بالقبعات في عملية التعليم ، لذلك لابد من ذكر أهم التطبيقات العامة التي يمكن للفرد أن يستخدمها في حياته اليومية :

1- إدارة الاجتماعات و الإدارة الصفية .

2- حل المشكلات اليومية بطريقة ايجابية .

3- تطوير و تنمية مهارات التفكير .

4- تيسير أمور الحياة .

5- تحضير و إعداد الدروس .

6- جذب الانتباه و التركيز عند الآخرين .

7- تحسين المستوى الأكاديمي و الوظيفي للأفراد .

8- زيادة شعور الفرد بالحيوية و النشاط و الفاعلية العالية .

المصادر و المراجع :

1- ادوارد دي بونو ترجمة عبداللطيف الخياط - تحسين التفكير بطريقة القبعات الست - دار الإعلام - عمان – 2011 م .

2- يوسف قطامي _ تعليم تفكير القبعات الست – دار المسيرة – عمان – 2010 م .

أسرار التدريس المبدع

أسرار التدريس المبدع

د.نجيب الرفاعي

قواعد مهمة في التدريس المبدع

كل منا لديه ( خريطة ) أو نموذج لهذا العالم أو افتراضات مقتنع بها . كل منا لديه مسارات نجاح خاصة به يعرفها هوومن خلال خريطته فقط :

نبرة الصوت - سرعة الصوت - نظرات العيون -حركات الجسد - علو الصوت وانخفاضه - الحركة في قاعة التدريب - إشارات اليد .........وغيرها كثير ..... تتغير من خلال الخريطة الخاصة به على مستوى العقل الباطن في معظم الأحيان .

علم هندسة النجاح وضع افتراضات نافعة للمدربين والمعلمين تساعدهم كثيرا في تعديل مسار النجاح الخاص بهم وعلى مستوى التدريب أو الحياة.

معنى اتصالك ما تحصل عليه .

إنه ما أدركه جمهورك أو طلابك من معلومات أرسلتها إليهم وليس ما قلت أو علمته خلال الفترة المحددة للتدريب .

الناس يستجيبون لخرائط واقعهم وليس الواقع .

أن تدخل في خريطة الإنسان أو النموذج الخاص به عن هذا العالم هو أغلى مفتاح للتأثير والتوجيه .

الناس يعملون بإتقان لا أحد مخطيء أو غير سليم .

الناس تختار أفضل اختيار متاح لها في ذلك الوقت .

اتصالك متعدد وزائد .

أنت دائما في حالة اتصال واتصالك عن طريق اللاشعور يصل إلى أكثر من 90%

الاختيار أفضل من عدم الاختيار.

تعدد الاختيارات يعني أننا نعطي فرصة أكبر لإقناع وتعليم الآخرين .

عدد الاختيارات ودع الآخرين يختارون ما يناسبهم .

كل شخص يستطيع أن يعمل أي شيء.

إذا كان الممكن لشخص ما أن يعمله فان الآخرين يستطيعون أن يتعلموا كيف يعملونه .

لا يوجد فشل بل خبرات وتجارب ومعلومات راجحة .

إن نسبة الانحراف في الصاروخ المنطلق نحو القمر تبلغ 98% عن مساره الصحيح إن المعلومات المراقبة هي التي ترجع الصاروخ إلى مساره الصحيح .

لكل سلوك نية ايجابية.

أكثرنا مرونة أكثرنا تأثيرا ونجاحا .

إن قدرتك على الاتصال مع عدة خيارات بنجاح يؤدي إلى نجاحك .

ما تقلده سوف تحصل عليه .

إننا كمدربين نقلد نماذج متعددة في طريقة تدريسهم إن سلوكك هو العنصر الفعال في التأثير .

نحن جميعا نتعلم مع بعض .

نحن بدأنا في التعلم ولدينا خبرات ممتازة من الماضي ونواصل هذا التعلم الآن وفي المستقبل من بعضنا البعض .... لم يصل أيا منا نحن جميعا في طريق التعلم .

كل خريطة نافعة وتقودنا نحو النجاح في رحلتنا جميعا .

كل عضو في المجموعة مدرس . ونحن جميعا طلاب بقدر انفتاحي لتجارب الآخرين والاستفادة من خبراتهم بقدر ما أزيد في نجاح خريطتي الخاصة .

الأمان أساس التعلم السريع الأول .

الناس تتعلم بشكل أفضل إذا وجدت بيئة تعطيها الاحترام والحب والمودة . ان القسوة وعدم التقدير والسخرية والمقارنة السلبية تعطل عملية التعلم .,

المجموعة تساندك باستمرار .

نحن في موقع الدورة أو الدرس نضحك مع بعض لا على بعض . حينما نضحك مع بعض فنحن نساند بعضنا بعضا ونشجع بعضنا بعضا حينما نضحك على بعض ونسخر من بعضنا البعض يتعطل التعليم والتدريب لا تتحقق أهدافه المدرب الناجح من يشجع الضحك مع بعض لأعلى بعض .

ننقد بعضنا بعضا بنجاح .

أفضل ما نستفيده في الدورات أن يرشد بعضنا بعض بأخطائنا كل متعلم في أول تعلمه يخطيء . الخطأ وعدم إدراك الخطوة الناجحة في التعلم أول درجة من درجات النجاح للتمكن والتعلم الصحيح .


إشارات لمعرفة الطالب البصري والسمعي والحسي

البصري :

يلبس ملابس خفيفة .

بتابع المدرس إذا تحرك من مكانه .

يهتم في مظهره .

يحب الصور .

يحب أن تشرح الموضوع بشكل عام قبل أن تدخل في التفاصيل .

يلاحظ تفاصيل الشيء أمامه ويعرف أين الخلل .

المساحة التي يجلس عليها في حياته تشكل اهتمامه الخاص .

يلاحظ الأخطاء الإملائية المكتوبة .

يهتم بالملصقات الحائطية .

يحب الترتيب والتنظيم . يحب أن يكون مكتبه نظيفا .


الحسي :

يتحرك كثيرا .

لا يحب الجلوس على الكرسي .

صامت معظم الأحيان .

يحب الأعمال اليدوية .

يتحدث بنبرة هادئة .

يتأثر بأي إشارة من المدرس أو من زملائه .

يلمس الآخرين للفت انتباههم .

يقترب كثيرا لمن يتحدث معه . يتعلم من خلال التجربة بيده .

السمعي :

يتحدث مع الآخرين كثيرا .

صوته يعلو قليلا أثناء القراءة .

أسئلته كثيرة في الدرس .

يتحدث مع ذاته ويقول للمدرس أنا ما فهمت الدرس .

عنده قدرة على حفظ أسماء أصدقاؤه .

يقلد الآخرين وخاصة عند الإستهزاء بهم .

لديه القدرة على تقدير من يحترمه .

يتذكر الأغاني ، الأناشيد ، الألحان بسهولة .


أفكار لكسب الجمهور وإحداث الألفة والمحبة :

ابدأ بقصة عن نفسك ( موقف محرج - حالة فشل ثم نجحت فيها .(

تعرف على جمهورك إن كان سمعي أو بصري أو حسي من خلال معرفتك الشخصية بهم .

خاطب جمهورك بشكل ام بصري / سمعي / حسي .

اقترب من جمهورك واكسر الحواجز الجغرافية لا تجلس خلف الطاولة بل اجلس بجوار الطاولة أو على الطاولة .

خليك طبيعي وقل لهم هذه طبيعتي ( شفويا وحركيا .(

ابتعد عن افتتاحية الدورة بكلمات سلبية أو معارضة أو تكون في حالة غضب إذ أن هذه العناصر تكسر الألفة وتجعل الجمهور بعيدا عنك .

رجع الجمهور إلى حالة نفسية محببة إليه أيام الطفولة مثلا ، واطلب منهم ماهو أطرف موقف مر في طفولتهم .

شرح باستخدام العرائس والألعاب .


الأخطاء المعتادة :

الحضور متأخرا .

ضعف الظهور الأول .

لا أهداف للمحاضرة .

المحاضرة مملة وطويلة .

المحاضر جالس في مكان واحد .

لا توجد تعابير على وجه المحاضر .

لا توجد علاقات إنسانية واضحة بين المحاضر والجمهور ( ابتسامة ، ترحيب ، مشاركة).

لا توجد مشاركات من الجمهور ( المحاضر هو المتحدث الوحيد ).

لا توجد وسائل إيضاح .

ضعف في الاتصال البصري بين المحاضر والجمهور .

تحضير ضعيف .

ختام ضعيف .

المحاضر يتحدث عن بطولاته .


نصائح للمحاضرة الجيدة .

لأول دقيقتين تذكر ما هو الشيء الذي ستقوله في بداية المحاضرة .

أحضر مبكرا إلى قاعة المحاضرة ( قبل الجمهور بربع ساعة).

ضع لك مخططا للمحاضرة بصورة مختصرة .

تدرب قبل المحاضرة .

استحضر من 5-3 كلمات أنت معتاد عليها وتكون هي مفتاح لبعض العبارات . اجعل هذه الكلمات مفتاح شخصيتك للجمهور .

تعرف على المشاركين قبل البداية ، تحدث معهم .

خذ نفسا عميقا .

لا تنساق وراء أوهامك ( رسائلك الداخلية ) أنا ضعيف ، لم اعد لهذه المادة بقوة ، الناس لا يتقبلونك ، كل هذه أوهام ، أنت من الممكن أن ترجف مثل أوراق الشجر من الداخل بينما انت صخرة من الخارج .

منشطات :

المخ يذهب إلى حالة الكسل والشرود بعد فترة زمنية من بداية المحاضرة تقاس بعدد سنوات عمر الإنسان مضافا غليها العدد (3) ذلك حتى سن الثامنة عشر فعلى سبيل المثال طفل عمره (8) سنوات يبدأ المخ بالشرود بعد ( 8 3=11) دقيقة .للبالغين والكبار تبد أ حالة الشرود بعد (20)دقيقة . المدرب الناجح يحتاج إلى تغيير حالة الشرود أو إذا أحس أن الجمهور يحتاج إلى إعادة الحيوية والنشاط وخاصة في بداية الدورة أو نهايتها أو في المنتصف بحسب الحاجة .


وهذه مقترحات بطرق التنشيط :

1-اللعب بكرة صغيرة .

5-7 طلبه في دائرة ثم تنتقل هذه الكرة من واحد إلى آخر على شرط أن الطالب الذي عنده الكرة ممكن أن :

يسال ، يجاوب على السؤال ، يقول كلمة ترحيبية ، يقول نكتة .

يتحدث عن فائدة ، يتحدث عن خبر سعيد ، والمجال مفتوح للإضافة .الوقوف وأخذ نفس عميق 3 مرات .

2-الوقوف وعمل تدليك لمنطقة الرقبة للزميل المجاور .

3-التحية المبدعة ( كل طالب يسلم على زملائه بخمسة طرق جديدة ).

4-لعبة سليمان ... يقول :( المدرب أمام الطلبة وعلى الطالب متابعة تعليمات المدرب الشفوية وعلى المدرب أن يلخبط الطلبة في أوامره الشفوية والجسدية ) سليمان يقول ضع يدك اليمنى على أنفك ، والمدرب يضعها على رأسه . وهكذا .

5-غير الأماكن بتغيير أماكن الجلوس مع اخذ المذكرات والأقلام الخاصة .

6- إعادة ترتيب المكان .

7- تمرين دوائر النجاح ... حدد دائرة وهمية على الأرض .

تذكر خبر سعيد ( رحلة بر ، جائزة .(

أنظر وشاهد هذه الخبرة داخل هذه الدائرة .

تحرك قليلا من مكانك وأدخل هذه الدائرة .

استرجع الخبرة السعيدة ، فأنت في حالة إتحاد مع هذه الخبرة : اسمع ما كنت تسمعه ، شاهد ما كنت تشاهده ، أشعر ما كنت تشعر به .

خذ نفسا عميقا ولربما تحب أن تغمض عينيك .

كثف الخبرة السابقة .

عندما تكون في قمة السعادة والراحة النفسية اعمل منبه جسدي بيدك بكلمة تعطيك الثقة .

أخرج من الدائرة .

جدد دائرة ثانية وكرر التجربة السابقة مع تغيير الخبرات 3-4 مرات .

كرر هذا التمرين يوميا لمدة 3 مرات .

اختبر يوميا الحركة المنبه والكلمة المنبه .

استخدم تمرين دوائر النجاح حينما تشعر بالقلق أو حينما تكون في حالة متوترة .

المراجع : د. نجيب الرفاعي - أسرار التدريس المبدع - 2000م

إعداد الدرس


إعداد الدرس
إن لإعداد الدروس أهمية كبيرة , وأثراً عظيما في نجاح المدرس في مهنة التعليم , فإذا ما سيطر المعلم على مادته بعد بضع سنوات من الخبرة والتجربة انتظرنا منه زيادة في الاطلاع , واستمراراً في البحث ؛ حتى يصير في يوم ما عالماً بمادته حق العلم , ماهراً في تدريسه , مرتب الفكر , منظم العمل , يرجع إليه في حل المشكلات .
وللاطلاع اليومي أثر كبير في نجاح المدرس في مهنته . وتتطلب مهنة التدريس دوام القراءة والبحث والاطلاع . وإن المعلم الذي ينقطع عن البحث العلمي – الثقافي أو المهني – قد رضي لنفسه ركوداً ذهنياً , وليس هناك وسيلة أخرى للوصول إلي المدرس الكفء القدير , المتين المادة , العزيز العلم ,سوى القراءة اليومية , والاطلاع المستمر . فالمدرس ينبغي أن يكون طالب علم دائماً . وفي الوقت الذي ينقطع فيه عن طلب العلم يفقد سر قوته وعظمته . ولا نبالغ إذا قلنا : إن السر في عظمة المدرس هو أن يطلب العلم مدى الحياة , وأن يبحث عن العلم مادام حياً , وأن يكثر البحث والاطلاع ؛ ومن أجل ذلك قيل : المدرس طالب من المهد إلي اللحد . وإننا ننتظر من المدرس المبتدئ في أول حياته التعليمية أن يعد دروسه اليومية تمام الإعداد , ويخصص جزءاً من أوقات فراغه بالقراءة الخارجية والبحث الحر . وقد سئل مرة أحد المربين : لماذا تعد دروسك كل يوم قبل أن تقوم بتعليمها ؟ فأجاب :" إني أود ألا يشرب تلاميذي إلا من منبع جديد , وماء عذب , لا من ماء راكد ". وهو يريد بذلك أن تكون مادته جديدة ؛ كي يكون في دروسه حياة ونشاط , وان تكون دروسه متصلة بالحياة كل الاتصال , خالية من الخطأ , بعيدة عن الجمود .
وليس الغرض حشو الذاكرة بالمعلومات , ولكن الغرض اختيار تلك المعلومات ؛ كي يكون لها أثر في نفوسنا . والحق أن الإنسان ينسى أكثر من تسعه أعشار ما يتعلمه في المدرسة , ولا يستثنى المدرسون من القاعدة ؛ فهم كذلك ينسون أكثر من تسعة أعشار ما يعرفون ؛ ولهذا النسيان لا يستطيعون أن يعتمدوا كل الاعتماد على ما درسوه من المواد في المعاهد والكليات ؛ بل يجب أن يعيدوا ما درسوه , ويحيوا ما في ذاكرتهم , بدوام القراءة والبحث والاطلاع , وإعادة النظر فيما درس , ومراجعة التعريفات , والاستزادة من المعلومات وربط الأفكار بعضها ببعض ؛ فحياة العلم مذاكرته , كما يقول السلف .
لا يكفي أن يذهب المدرس إلى تلاميذه حافظا ما في كتابه عن ظهر قلب , فيكرر المادة أمامهم كالببغاء , ثم يكلفهم الرجوع إلي الكتاب ؛ فإن هذا ليس من الإخلاص في العمل , وليس من الأمانة في شئ .
إنه لا علم إلا بعد تعليم . وإذا كان الطالب مسئولا عن نفسه فقط , فالمدرس مسئول عن تلاميذه والنهوض بهم . ولا يمكنه أن يفهمهم مادة من المواد إلا إذا عرفها حق المعرفة , وفهمها كل الفهم . وقد قيل : فاقد الشيء لا يعطيه ؛ فلا عجب إذا سمعنا بعض المبتدئين من المدرسين يقولون : إنهم لم يفهموا مادة كذا إلا بعد أن قاموا بتدريسها وتعليمها ؛ فالمدرس المبتدئ يستفيد من الناحية العلمية أكثر مما كان ستفيده من العلم وهو طالب ؛ فمهنة التعليم تضطره إلي الاطلاع والدراسة والفهم ؛ فهي مرتبطة بالتعليم وكسب المعرفة الارتباط كله . وإن المجهود الذي يبذله المدرس في توضيح نقط الدرس للتلاميذ يساعده في جعل الدرس واضحا تمام الوضوح في نفسه . فالعلم يزداد بالبحث والجدل , والحوار , واحتكاك الأفكار . أما العلم الذي لا يسمعه أحد , و لا ينتفع به أحد , فمآله النقص والنسيان . يقول أحد المربين : إنه قد تعلم من أستاذة كثيرا , وتعلم من زملائه أكثر مما تعلمه من أستاذه , ولكنه تعلم من تلاميذه أكثر من الجميع . ولا غرابه ؛ فالطالب الذكي قد يصل إلى حل لم يصل إليه أستاذة , والطلبة المجدون في عملهم يبعثون في المدرس رغبه في العمل فيستفيد ويفيد .
وإن إعداد المدرس لدرسه غير إعداد الطالب له : فالطالب قد يكتفي بدراسة المادة دراسة سطحية ,وأما المدرس فلا يكتفي بهذا النوع من الدراسة ؛ بل يتعمق في الفهم , ويعرف كل ما يتعلق بمادته معرفة تامة ؛ كي يكون على علم بأضعاف ما ينتظر أن يذكره لطلبته
وعلى إعداد المدرس لدروسه يتوقف نجاح تلاميذه أو إخفاقهم ؛ فهو مسئول عن قوتهم أو ضعفهم , وعن تقدمهم أو تأخرهم , وعن نتائجهم إذا نجحوا أو لم ينجحوا . وقد يمشي المدرس المخلص أميالا ليستشير آخر في حل تمرين ؛ أو مسألة ؛ كي لا يظهر ضعفا أمام تلاميذه . فنشاط المدرس وغيرته على عمله , وحرصه على إفادة تلاميذه تكمل ما به من نقص – إن كان هناك نقص – من الناحية العلمية . وفي استطاعة المدرس الضعيف المادة أن يكون عالم غزير المادة إذا وجدت لديه الرغبة في العلم والبحث والنهوض بتلاميذه ؛ لأن هذه الرغبة تحمله على الاطلاع ؛ كي يعالج ما به من ضعف علمي .
وفي إعداد الدرس يجب أن يعرف المدرس معاني الكلمات الصعبة فيه , ويفهم معنى كل عبارة وفقرة كل الفهم , ويكون قادراً على توضيح الأفكار الغامضة , والتعبير عن كل فكرة بعبارة صحيحة سهله , وزيادة ما يعن له من الآراء , وحذف ما يراه جديراً بالحذف منها .
والمبادئ التي يجب أن تراعي في إعداد الدروس هي :
- ألا ينظر المدرس إلي درسه كما ينظر إلي موضوع منعزل مستقل عن غيره , بل يعده موضوعا مرتبطا بغيره من الموضوعات , مرتبطا بما قبله وما بعده من المادة نفسها ؛ كي يفهم التلاميذ العلاقة بين درسه والموضوعات التي سبقته , أو التي تليه ؛ لينتفعوا بقوانين الربط , ربط الموضوعات بعضها ببعض ؛ فيسهل عليهم تذكرها : ففي درس ( كان وأخواتها ) يجب أن يعرف المدرس العلاقة بينها بين المبتدأ والخبر , والفرق بينها وبين (إن وأخواتها ) , و (ظن وأخواتها ) . وفي درس ( نائب الفاعل ) يجب أن يعرف العلاقة بينه وبين الفاعل , ثم الرابطة بينه وبين المفعول به .
- يكون للمدرس خطة واضحة في درسه , وغرض معين يعمل للوصول إليه , ونقط جوهرية يجب أن تعرف وتفهم ويبنى عليها في المستقبل .
وقد أغنت الكتب المقررة المدرس عن البحث عن تلك النقط في كل درس من الدروس , وفي كل سنه من السنوات الدراسية ؛ فعليه أن يطلع على هذه المادة .ويرتبها في ذهنه نقطة , ويعمل لتفهمها لتلاميذه بالطريقة التي يختارها ؛ بأن يكون لكل درس خطة من الخطط ؛ فيعرف كيف يبدأ الدرس , وكيف يناقش التلاميذ , وكيف يشرح العبارات الغامضة ,والكلمات الصعبة , وكيف يوضح ما في العبارة أو الأسلوب من جمال ,وكيف يفهم التلاميذ الغرض الذي يرمي إليه الشاعر من قطعة المحفوظات , أو الذي يقصده الكاتب من قطعة المطالعة , والنقط الجوهرية في درس القواعد , وكيف ينتفع بهذا الدرس فيما يقرؤه , وما يكتبه , وما يقوله ؛ حتى نصل بالدراسة إلي الغرض الذي نقصده منها , ولا تكون آلية .

ولتنفيذ هذه الخطة يجب أن يدون المدرس بإيجاز في كراسة إعداد الدروس الوسائل التي يتخذها في درسه ؛ من تمهيد , وقراءة للموضوع , أو كتابة للأمثلة على السبورة . ومناقشة , وموازنة , واستنباط لقاعدة أو حكم أو مبدأ , فيذكر الخطوات التي يتبعها في درسه من بدايته إلي نهايته , بطريقة ( هر بارت االألماني ) , أو بطريقة طبيعية لا تكلف فيها ولا تصنع , يذكر فيها كل ما يقوم به من عمل ؛ بحيث يكون على وعي تام بالمفردات الصعبة التي يناقش التلاميذ في تهجيتها أو معناها , وبالنقط التي يعطيها في الدرس , والأسئلة التي يسألها , والتمرينات التي ينتظر قيام التلاميذ بحلها , والمعنى المقصود من الآية الكريمة , أو الحديث الشريف , والعظة التي نتعظ بها من درس التاريخ .

فقراءة المدرس للقطعة في الكتاب لا يكفي لإعداد الدرس ؛ بل يجب أن تصحب بمعرفة الألفاظ الغامضة , والنقط الجوهرية وتحديدها , وكتابة خطة بها – كما بينا – تذكر فيها الطريقة التي يتبعها المدرس في تعليمه . وقد يضطر المدرس إلى تغيير تلك الخطة حينما يرى التلاميذ وجها ً لوجه , ويبدأ درسه بطريقة عملية . وقد يكون من الواجب تغييرها ؛ لتكون ملائمة للتلاميذ . وإننا لا نتطلب منه أن يكون عبداً لكتاب معين , أو طريقة معينة , أو خطة ثابتة . ولا ننتظر منه أن يعلم تلاميذه كل ما يعلم , ولكننا ننتظر منه أن يعطيهم ما يستطيعون فهمه من المادة . وبكثرة التجربة والمران قد يدرك غلطات نفسه ؛ فيتداركها في الدروس التالية . وفي استطاعته أن ينقد نفسه بعد كل درس ؛ لينتفع بذلك النقد في المستقبل , إذا قام بتدريس هذه المادة مرة أخرى لتلك الفرقة , ولا يكفي لإعداد درس من الدروس في المدارس الابتدائية , أو الإعدادية , أو الثانوية أن يكتب التاريخ , ثم يكتب درس كذا , صفحة كذا , من كتاب كذا .
- يتذكر المدرس دائما تلاميذه وسنهم , ومستواهم , ومقدرتهم العقلية والعلمية , وما يلائمهم وما لا يلائمهم , ويختار لهم من المادة ما يناسب الذكي , والمتوسط , والغبي منهم , ويجب أن يعرف كيف يوضح هذه النقطة لذلك التلميذ , وكيف يفهم هذه العبارة لهذا الطالب , والنقط التي يجب أن يلم بها الأذكياء , والوسائل التي تتخذ لتفهيم الضعفاء . وكيف ينتفع بمعلومات التلميذ العبقري في تشويق غيرة من زملائه .هذه أمور يجب أنم يتذكرها المدرس دائما حينما يعد درسه .
- يكون المدرس على علم تام بالوسائل التي يتخذها لتوضيح درسه ؛ من القيام بتجربة , أو عرض نموذج معين , أو صورة جميلة , أو مصور جغرافي أو تاريخي واضح . ويجب أن يعرف كيف يستعمل هذه الوسائل للإيضاح , وأين يستعملها , وأين يضعها , ومتى يستعملها ويظهرها للتلاميذ ؛ كي يستفيدوا منها في معرفة الأمور الصعبة , وفهم النقط الغامضة . وإن حسن استعمال المدرس لوسائل الإيضاح , وإظهارها عند الحاجة إليها , والانتفاع بها كما ينبغي , مما يدل على عناية المدرس بإعداد درسه , وتنظيم خطته .
- ينتفع المدرس بمعلومات التلاميذ السابقة ؛ كي يربط المادة الجديدة بالقديمة , وتذكر هذه بتلك . ولا يكفي أن يعرف ما درسوه لينتفع به , بل يجب أنم يعرف ما سيدرسونه في المستقبل ؛ ليلاحظه في أثناء تدريسه ؛ فإن معرفة درس من الدروس قد تساعد على فهم آخر .وقد يتوقف على معرفة ( الفاعل ) و (المفعول به) .
- يحسن المدرس اختيار مادته ؛ فحسن الاختيار يدل على حسن الذوق , وأن يرتبها ترتيبا منطقيا ؛ كي يسهل على التلاميذ فهمها وتذكرها .
- يجب أن يبحث المدرس عن أوجه الشبة وأوجه الخلاف بين الدروس بعضها وبعض ؛ فبمعرفة هذه الأوجه والموازنة بينها وبين ما يماثلها أو يضادها تتضح نقط الدرس.
- يتمكن المدرس من مادته ؛ حتى تكون واضحة في نفسه , ويستطيع توضيحها لغيره , والتعبير عنها بلغة واضحة وعبارة سهلة ؛ فإن وضوح الفكرة يساعد في وضوح العبارة . فإذا كانت الأفكار واضحة في نفسه , وكان متمكناً منها , سهل عليه أن يعبر عنها لتلاميذه .
- يجب تحديد الدرس وتعيينه ؛ بحيث يكون ملائما للزمن , لا يستغرق أكثر من الوقت المحدد , ولا يتطلب أقل منه .
- ينتفع المدرس بمكتبة المدرسة , ويعرف ما بها من كتب تتصل بمادته ؛ حتى يستطيع أن يرشد التلاميذ إلى المراجع التي يرجعون إليها بعد دروسهم .وليس في استطاعة المدرس ذلك إلا إذا انتفع بخزانه الكتب في المدرسة حقا , وأعد دروسه كما ينبغي . ومن السهل تشجيع الطلبة على الاستفادة مما في المكتبة من كتب , والاستعارة منها , وتفهمهم الأبواب التي يقرءونها , والكتب التي يطلعون عليها .
- تكون الدروس متصلة بالحياة كل الاتصال ملائمة للبيئة كل الملائمة
فعند افتتاح مجلس الأمة يستطيع أن يجعل درسه في المطالعة , أو الإملاء , أو التربية الوطنية , عن الحياة النيابية , وفي أوقات الغارات الجوية يمكنه أن يجعله عن طريق الوقاية منها . وفي الأعياد القومية تذكر كلمة عن كل عيد . وفي الحوادث التاريخية القومية يجب أن تكون الدروس مرتبطة بها كل الارتباط . وفي دروس الحساب يجب أن تذكر أثمان الأشياء في المسائل الحسابية بحيث تناسب الأسعار في أوقات الرخص أو الغلاء .وفي الجغرافية يجب أن تراعي التغييرات السياسية في كل أمة , والحدود الجديدة لكل دولة . وفي دروس مبادئ العلوم يجب أن تلاحظ فصول العام , والظواهر الطبيعية , والنبات الملائم لكل فصل.
-يفكر المدرس في الطريقة التي يريد أن يتبعها في درسه . بحيث يكون على علم تام بما يشاء أن يفعله , أو يناقش فيه , أو يستنبطه في كل خطوة من خطوات درسه .
ولعل إعداد الدرس يفيد المعلم , ويتضح ذلك كما يلي :
المدرس المتمكن من مادته , المعد لدرسه بعناية ودقة , لا يجد صعوبة في حفظ النظام في فصلة . و في استطاعته أن يرشد تلاميذه إلى غلطاتهم , ويوعز إليهم ببعض النصائح التي تشوقهم غلي التعلم . وكثيراً ما ينشأ سوء النظام , والعبث بالأدوات و بالدروس , والكسل بين التلاميذ , إذا وجدوا من المدرس ضعفاً في مادته , أو إهمالاً في إعداد درسه . أما المدرس المعد لدروسه , الغزير المادة , الواسع الاطلاع , القوى الشخصية ففي استطاعته أن يسيطر عليهم بقوته العلمية والشخصية , وتكفيه نظرة أو إشارة لوقف هؤلاء العبثيين عن عبثهم , والكسالى عن تقصيرهم .
-المدرس الذي يعنى بأعداد دروسه , ويفكر في مادته , وفي الطريقة التي بها يصل إلى عقول تلاميذه – يمكنه أن يكون ماهراً في أسئلة وتدريسه , ويستطيع أن يحكم حكماً صحيحاً على مقدار ما فهمة تلاميذه , فهو يعرف حق المعرفة النقط التي فهمت , و التي لم تفهم , ومن فهم و من لم يفهم من التلاميذ , والصعوبات التي تعترض كلاً منهم , ويقف بينهم موقف المرشد الحازم ,يهدئ التسرع منهم , ويشجع المتردد , ويثني على من يستحق الثناء , ويوقظ الغافل , ويساعد الضعيف , ويحث الكسلان على العمل , فتجد في دروسه حياة ونشاطاً وتشويقاً , ومادته في تجدد مستمر .
يحافظ على أوقات تلاميذه , ويعمل لإفادتهم , وترغيبهم في العمل , فينتبهون إلية كل الانتباه , و لا يضيعون له وقتاً . ومثل ذلك المدرس لا يقف موقف المعتذر , و لا يحتاج إلى اعتذار , فهو معد لدروسه دائماً , مؤد لواجبة خير أداء , و قد يمر العام و لا يحتاج إلى معقبة أحد , لأنه لا يعرف التقصير , والتقصير لا يعرفه , وتلاميذه مولعون به , معجبون بإخلاصه , فهو مثلهم العالي في الإخلاص في العمل , لا يضيع وقتاً في محاولة تجربة خاطئة غير منتجة , أو استعارة جهاز من الأجهزة , أو آلة من الآلات , أو مصور من المصدورات الجغرافية أو العلمية من الفصول الأخرى في أثناء الدرس , فقد اعد كل شئ يتطلبه الدرس من قبل .
والمدرس الذي يعد دروسه اليومية بعناية ودقة وأمانة لا يقف موقفاً مخجلاً أمام طلبته , فلا يظهر بينهم بمظهر العاجز , و لا يدعى انه يعرف ما لم يعرف .
إن إعداد الدروس من الأمور الجوهرية لنجاح المدرس في مهنته وتجديد معلوماته , وترتيب مادته ترتيباً منطقياً , وبغيرة لا يمكنه أن ينجح في عملة , فالنظام لدية مفقود , ووقت تلاميذه ضائع , لن الفوضى دائمة , ولا شكوى مستمرة . وربما لا يستطيع المدرس المهمل أن يضبط شعوره , فيسب هذا ويلعن ذاك , ويشعر بكثير من القلق , فيضر صحته , ويشعر بالخيبة والإخفاق .
ويجب أن يعد المدرس كل درس من دروسه إعداد تاماً , كي يتمكن من مادته , ومن الأسئلة التي يسألها , ويجتذب قلوب تلاميذه , كما يجب أن يبحث عن وسائل الإيضاح الممكنة – الملائمة لسن التلاميذ , وقواهم العقلية – من ذوات الأشياء , أو صورها أو رسومها . وعلية أن يدون بكل عناية ودقة خطة لكل درس من دروسه , بحيث تشمل الأسئلة , وطرق النقاش , والشرح ولا توضيح , والوسيلة التي يتخذها لتفهيم تلاميذه . وربما يكون هذا النوع من الإعداد شاقاً مجهدا ًللمدرس , ولكنة سيجد منه ثمرة كبيرة في البحث والنشاط والعمل والانتفاع بالوقت . فالمدرس الذي يعد دروسه على هذا النحو من الإتقان والإخلاص يكتسب قوة وعظمة , ويجد لعلمه نتيجة وثمرة , ويمتلك قلوب تلاميذه , وينال حبهم وإعجابهم , فيبادلونه حباً بحب , وإخلاصاً بإخلاص .
ويعاني الطلبة كثيراً من الصعوبات في كتابة مذكراتهم لإعداد الدروس . وللتغلب على هذه الصعوبات يستطيع الطالب أن يدون مذكراته بطريقة طبيعية لا تكلف فيها و لا تصنع , يوضح فيها كل ما يقوم به في الدرس من عمل , أو أسئلة , أو مناقشة , أو استنباط . وليس هناك ما يمنع مراعاة خطوات ( هربارت الألماني) , بتقسيم الدرس إلى مراتب إعداد الدروس , وهي :
- المقدمة : ويذكر فيها الطالب ما يتخذه تمهيداً لدرسه .
- العرض : وهي المرتبة التي تعرض فيها المادة على التلاميذ , كأن تقرأ القطعة أو تذكر القصة , أو تكتب الأمثلة على السبورة , أو تجري التجربة .
- الربط : وهي المرتبة التي تربط فيها أجزاء الدرس بعضها ببعض , أو تربط القاعدة الجديدة بالقديمة , بالموازنة بين هذه وتلك .
- الاستنبـاط : ويذكر في تلك المرحلة ما يستنبط من التلاميذ – بعد الأسئلة والمناقشة والموازنة – من تعريفات , وحقائق , وقواعد , وقوانين عامة .
التطبيق أو الإعادة أو المراجعة , بأن يسأل التلاميذ شفوياً في الدرس , أو تدون التمرينات أو المسائل التي يراد قيام التلاميذ شفوياً في الدرس , أو مراجعته , حتى تثبت القاعدة الجديدة في أذهانهم .
وفي أعلى المذكرة الفرقة التي يقوم الطالب بالتدريس فيها , والفصل , والمادة , وموضوع الدرس , والغرض العام منة والخاص , والزمن , والتاريخ , ووسائل الإيضاح.



دور المعلم في التعلم التعاوني

ما هو دور المعلم في التعلم التعاوني؟
1- تحديد الأهداف التعليمية المرجوة:
أن يحدد المعلم أهداف الدرس بوضوح شديد: ما السلوك الذي ينبغي على كل طالب في المجموعة أن يكون قادرا على أدائه في نهاية الدرس؟

2- تحديد حجم مجموعات العمل :
”إن أفضل عدد لإحداث التفاعل الإيجابي داخل المجموعة هو سبعة أفراد بشرط أن يكون هؤلاء السبعة على مهارة عالية في السلوك المرتبط بالتفاهم والتواصل والاعتماد المتبادل داخل المجموعة . وينصح المعلم أن يبدأ بمجموعات لا تزيد عن أثنين أو ثلاثة وذلك لضمان مشاركتهم الفعالة والإيجابية.“[1]


3- تكوين المجموعات :
”يعين المعلم طلاب المجموعة عشوائياً. على أن المجموعات غير المتجانسة أفضل وأكثر قوة من المجموعات المتجانسة. فعلى المعلم اختيار طلاب المجموعة من فئات الطلاب المختلفة ولتكن قدراتهم ومستوياتهم الأكاديمية مختلفة أيضاً. “[2]

4- تحيد الأدوار لأفراد المجموعة :
فعلى المعلم توزيع الأدوار بين طلاب المجموعة الواحدة لكي يضمن أن يقوم الطلاب بالعمل سوياً . وهذه الأدوار هي :
القائد: ودوره شرح المهمة وقيادة الحوار والتأكد من مشاركة الجميع .
المستوضح : يطلب من الطالب الذي يدلي برأيه أن يشرحه بصورة أفضل ، ويتأكد من فهم أفراد المجموعة لما يدور من مناقشات أو أراء.[3]
المقرر : ”يتولى مسؤولية تسجيل وتلخيص النتائج إما بشكل شفهي أو كتابي وإيصالها للمعلم أو للصف بأكمله ( يقدم عمل مجموعته وما توصلت إليه من نتائج لبقية المجموعات).“[4]
المراقب : يتأكد من تقدم المجموعة نحو إنجاز العمل في الوقت المناسب ، ويتأكد من قيام كل فرد بدوره ، وحسن استخدام المواد والخامات.[5]
المشجع : ”يتأكد من مشاركة الجميع ويشجعهم على العمل بعبارات تشجيع وتعزيز ويحثهم على إنجاز المهمة قبل انتهاء المجموعات الأخرى ويحترم الجميع ويجنب إحراجهم.“[6]
الناقد : يظهر بعض جوانب القصور في أداء مجموعته ويبرر رأيه. كما يقترح التعديل المطلوب.
مسؤول المواد ( حامل الأدوات ) : ”ويتولى مسؤولية إحضار جميع المواد والخامات من مكانها إلى مكان عمل المجموعة . وهو الطالب الوحيد المسموح له بالتجوال داخل غرفة الصف.“[7]
يمكن للمعلم أن يدمج بعض هذه الأدوار أو يضيف أدوار جديدة أخرى . ويجب عليه أن يوضح لهم كيف تؤدى هذه الأدوار ويراقب أدائهم أثناء التعلم التعاوني. ولابد من تدوير وتبادل الأدوار بين أفراد المجموعة حتى يتسنى لكل طالب تعلم كل دور.

5- إعداد وتجهيز الأدوات والخامات اللازمة للدرس.

6- ترتيب الفصل ونظام جلوس المجموعات:
”كلما كان الطلاب أقرب في الجلوس من بعضهم بعضاً كان التواصل أفضل ، لذا يجلس الطلاب جنبا إلى جنب وبحيث يتمكنون من التواصل البصري .“[8]

7- تحديد العمل المطلوب .

8- إعداد بطاقة ملاحظة :
أو أية أداة أخرى تمكن المعلم من مراقبة أداء الطلاب والتعرف على مدى تقدمهم ومشاركتهم ومدى تمكنهم من أداء مهام كل دور في المجموعة.

9- مراقبة وتوجيه المجموعات :
يستمع إلى الحوار والمناقشة التي تدور بين طلاب كل مجموعة ، ومشاهدة أداء الطلاب النشاط المطلوب منهم . ويتأكد من إنجازهم لأهداف الموقف التعليمي .

10- تجميع بيانات عن أداء التلاميذ في المجموعة :
بالملاحظة أو بتدوين بعض الملاحظات أو من خلال مراقب المجموعة.

11- يمد الطلاب بتغذية راجعة عن سلوكهم :
”سواءً بشكل لفظي ، أو غير لفظي مثلا يضع أمام المجموعة بطاقة بلون معين (متفق عليه) كلما وجد أنهم يتقدمون بنجاح ، وبطاقة بلون أخر إذا وجد أنهم لا يؤدون أدوارهم فيلفت نظرهم ، ويحاولون تحسين أدائهم.“[9]

12- مناقشة سلوك الطلاب وتفاعلهم مع بعضهم البعض .

13- إنهاء الدرس :
يعلق المعلم بموضوعية ووضوح وبعبارات محددة عما لاحظه على المجموعات أثناء عملها وما يقترحه للمستقبل .

[1]- أ.د. كوثر حسين كوجك ، التعلم التعاوني(استراتيجية تدريس تحقق هدفين) ، ص: 13.
[2]- د. عبدالله بن صالح المقبل ، التعلم التعاوني ،http://www.almekbel.net/cooperativelearning.htm
[3]- أ.د. كوثر حسين كوجك ، التعلم التعاوني(استراتيجية تدريس تحقق هدفين) ، ص: 14.
[4]- محمد بن علي بن حارب البلوشي ، التعلم من خلال المجموعات ( التعلم التعاوني ) ، http://www.geocities.com/almorabbi/tsgroup.htm .
[5]- أ.د. كوثر حسين كوجك ، التعلم التعاوني(استراتيجية تدريس تحقق هدفين) ، ص: 15.
[6]- محمد بن علي بن حارب البلوشي ، التعلم من خلال المجموعات ( التعلم التعاوني ) ، http://www.geocities.com/almorabbi/tsgroup.htm .
[7]- المرجع السابق.
[8]- د. عبد الحي بن أحمد السبحي ، دور المعلم في التعلم التعاوني.
[9]- أ.د. كوثر حسين كوجك ، التعلم التعاوني(استراتيجية تدريس تحقق هدفين) ، ص: 17.