نصائح حول الواجب المنزلي

كتب: ديفيد جينزبيرج
ترجمة: عمر خليفة – مكتب التربية العربي لدول الخليج

كتب ديفيد جينزبيرج - وهو معلم سابق ومستشار متخصص في التدريب على التدريس الفاعل - كتب في مدونته قائلاً:

بينما نجد أنه من المهم بالنسبة لنا كمعلمين أن نراجع الواجب المنزلي مع الطلاب إلا أنه يجب علينا أن ندرك أنه ليس كل الطلاب يجدون صعوبة مع نفس الأسئلة. وإنني لذلك أقترح مراجعة الجزئية التي سيستفيد منها أغلبية الطلاب فقط وذلك من خلال إعطائهم أجابات الواجب المنزلي ثم خمس دقائق للتأكد من إجاباتهم. وعندما يكملون أداء ذلك الواجب أطوف عليهم لأرى المشاكل التي وقع فيها أغلبيتهم ثم أراجعها مع الصف كله.

يعتقد كثير من المعلمين أنه إذا أعطينا الطلاب واجباً منزلياً فإن من الضروري بل من الواجب علينا أن نراجع معهم الواجب بأكمله في اليوم التالي.. قد يكون هذا منطقياً إذ أن من الضروري أن يصحح الطلاب أخطاءهم التي وقعوا فيها ويتعلموا منها ..

ولكن ماذا إن لم يكونوا قد وقعوا في أية أخطاء؟ .. إنني أدرك أنه من غير المعقول أن يجيب جميع الطلاب على جميع الأسئلة إجابة كاملة. ولكن حتى ولو أجاب نصف طلاب الفصل عليها إجابة صحيحة كاملة، ماذا سيفعل هؤلاء الطلاب بينما تراجع هذه الأسئلة - التي يعرفون الإجابة عليها - مع بقية طلاب الصف؟ ..

حسناً، سأخبركم عما كانوا يفعلونه في صفي قبل أن أغير أسلوبي ومنهجي معهم. لقد كانوا يتحدثون أو ينامون أو يقومون بأداء بعض الواجبات لمواد أخرى.

إن أساس المشكلة مماثل تماماً لما كنت قد وصفته في مقالاتي السابقة. يراجع المعلمون الواجب دون أن يدركوا إن كان الطلاب يريدون منهم مراجعته لهم أم لا. وفي حالات متطرفة كان هناك معلمون يقومون بتغطية كل واجب منزلي سبق أن أعطوه لطلابهم من البداية وحتى النهاية. ولعلني أتذكر أحد معلمي الرياضيات في المدرسة الثانوية وهو يحل لنا السؤال تلو السؤال على السبورة، ويسبب لنا النعاس ..

وهناك نوع آخر من المعلمين يصبحون كالاسطوانة المشروخة عندما يسألون طلابهم: ما هي الأسئلة التي تودون مني أن أراجعها لكم؟ فإن طلب تلميذ واحد مراجعة السؤال الثالث مثلاً فإن المعلم يراجع السؤال الثالث، ويطلب بعض التلاميذ مراجعة السؤال الرابع والبعض الآخر يطلب مراجعة السؤال الخامس وهكذا. فإن فعلت ذلك فستأتِ بنتائج عكسية لسببين اثنين:

السبب الأول: إن كان مايكل مثلاً يريد منك مراجعة السؤال الثالث فإن هذا لا يعني أن ماريا أو ماركوس يريدان ذلك. وهذا يفسر السبب الذي يجعل كثير من الطلاب لا يلقون بالاً عندما يتبع المعلم أسلوب الاسطوانة المشروخة هذا.

السبب الثاني: إذا كان بعض الطلاب يريدون أن يمنعوك من الانتقال إلى النشاط التالي فإن كل ما عليهم فعله هو أن يطلبوا منك حل سؤال آخر أو مراجعته. وإذا كنت لا تعتقد أن طلابك يلعبون عليك هذه اللعبة فعليك أن تعيد النظر وتفكر مرة أخرى. لا شيء يثيرني أكثر من الطلاب الذين يسألونني مراجعة بعض الأسئلة ثم يثرثرون أو يضعون رؤوسهم على الدرج بينما أقوم أنا بالشرح.


لا يمكنك بالطبع أن تطلع من ورائهم أثناء قيامهم بحل الواجب حتى يمكنك أن تحدد في الفصل أسئلة الواجب المنزلي التي يريد معظم الطلاب مراجعتها. ولكن هنا طريقة رائعة للقيام بذلك:

بعد إعطاء الواجب الافتتاحي للطلاب قم بعرض إجابة الواجب المنزلي على السبورة أو على شاشة آلة العرض (البروجيكتور).. بعد ذلك أعط الطلاب خمس دقائق أو أكثر حتى يتحققوا من إجاباتهم ويصححوا أخطاءهم. وفي أثناء مرورك وطوافك عليهم وهم في مقاعدهم تكون قد كونت فكرة عن الأسئلة التي تستحق المراجعة مع الفصل كله (أو التي يتعثر فيها معظم الطلاب) وتكون كذلك قد حددت الطلاب الذين يمكنهم أن تقديم أفضل الإجابات للفصل.

إن هذا الإجراء لا يوفر لك الوقت فحسب، بل يحسن كذلك من تعلم الطلاب. ومن خلال الرجوع إلى الإجابات الصحيحة يستطيع الطلاب في الغالب تحديد النقاط التي أخطأوا فيها و - نتيجة لذلك - يتقنون المادة بشكل أفضل. وفي النهاية سيكون لديك عدد قليل جداً من الأسئلة التي ستقوم بمراجعتها مع الفصل كله وسيكون لديك عدد كبير من الطلاب الذين سيلقون بالاً لمراجعتك للأسئلة.
المصدر

لا تعليقات على : "نصائح حول الواجب المنزلي"

إرسال تعليق